الرئيسية
أحدث الصور
( يَاعَاملُه يَا وّآجّده )
وحدوا الله..... لاإله إلا الله.
وإللّيّ عليه ذنب وخطية يقول أستغفرالله. أستغفر الله.
ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضّل الصّلاة والسلام.
اللهم صّلي على سيدنا محمد وعلى آله وصّحبه الكرام.
كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصّروالأوان. كانت في وحدة حرمة إسمها أمّنيّة, عندها واحد ولد يتيم إسمه عدنان. مات أبوه وعمره سنتين, وكانوا في بيت أرضّي عايشّين, من أربعة غرف وسيعة وفسيحة وطرازه { موديله } قديم وجميل, ومركبهم {مطبخ}جنب حوشّهم الكبير,إلا فيه أشّجار كثير,يوقف عليها أشّكال وألوان, من الطيور والبوم والعصّافير.
خدمت الأم ولدها وأعتنت بيه, الين كبروصّاررجال وأشّتغل في دكان أبوه وصّار يدخـّل القرش والريال خطبت له أمه وحدة من بنات الجيران, وتمت الأفـراح وعاشّوا الجميع على مايرام.
مرت الأيام والسنين كبرت أُمّنيّة وصّارت جالسة على الفراش. ومرّتْ ولدها هي إللّي تخدم وتشّيل وتحط في خدمة البيت وفيها. ومع الأيام قِسي قلب مرتْ الولد عليها, ونسيت المعروف من أم زوجها زمان, وإيه كانت تعطيها من الغالي والحالي, وصّارت تكرهها وتبغالها الموت اليوم قبل بكرة وترتاح من هادا الجنان.
أنشّغل عدنان في شّغله وقت الغدا في الظهرية أيام وشّهور, وصّاريتأخرعن الحضّور.وصّارولده سميريبكي ويصّيح من الجوع, لما يتأخرعليه الأكل. في الأخير قال لهم عدنان:أتغدوا ولا تنتظروني ووقت ما أجي أتغدا أوأتغدا في الدكان .
صّارت سعيدة مرّتْ ولدها تتغدا هي وولدها الصّغيرسميرعلى المقمروالمحمر, واللذيذ والمسبك,وماتودي لأم زوجها أمّنيّة في غرفتها إلا أكل أورديحي{ بلا لحمة } ولما تسألها ستها أمّنيّة: يابنتي أكلك بلا لحم ليه ؟؟ فين اللحمة وديتيها ؟ تردعليها سعيدة بالسوُطرة والمّهزأة : تصدقي ياستي وأنا ماشّية في الحوش وجيّتكْ بصّحن الغدا ,جات الحـُدة {من أنواع الطيور} خطفت اللحّمّة وطارت بيها.كانت العجوزة المسكينة صّابرة وساكتة وعلى كدة ياعيني أيام وشّهورماذاقت اللحمة, ألين ماتت بعد مدة وعمرها مافكت فمـها وأشّتكت لولدها.
مرّت الأيام وكبرسميروأتزوج إيمان بنت عمه إكرام. وعاش مع أمه في بيتهم الكبير,وبعد مامات زوجها عدنان, صّارالولد مشّغول طول النهار في الدكان.
كبرت سعيدة وصّارت ماتستحمل دوشة وغلبة العيال .قالت لإيمان مرت ولدها:هاتواغدايا في غرفتي آكله لما أصّحى من نومي.
صّارت مرّتْ ولدها تخدمها بكل حب وإخلاص, وكانت تودي لها الغدا في غرفتها لما تصّحى من نومها لكن كان يصّيرأمرغريب.... كل ما تمرفي الحوش بصّحن الغدا وهي رايحة لها, تنزل حــُدة زي السهم المنطلق وتخطف اللحمة وتطير, وتدخل إيمان بالأكل عليها بلا لحم, ولما تسألها عن اللحْمة تقول لها:والله ياستي الحـُدة خطفت اللحمة مني, رغم إني مغطية التبسي بإيدّي .
أتكرر هادا الأمرعـِدتْ مرات من الحـُدة . صّارت الأم تشّتكيهاعلى ولدها وتبكي له وتقول له: شّوف مرتك الخسيسة والخِسعة { قليلة المعـروف} كيف تستخصّراللحمة فـيََّ وتاكلها هي وعيالها, وحارمتني أنا الضّـّعيفة منها .خاصّم سمير مرته كم مرّة وهي تحلف له ألف يمين ويمين , إن الحدة هي إللي تخطف اللحمة من التبسي. في الأخيرطفشّ الولد من شّكاوي أمه, في الدخلة والخرجة, وقال أريح أمي وأرتاح, وطلق زوجته الطيبة إيمان.
مركم أسبوع وأتزوج سميروحدة ثانية طيبة وحنونة إسمها رِفـّال. شّافت مصّالحه ومصّالح أمه وعياله. لكن رجعت حكاية الحـُدة إللي تخطف لحمّة أمه, ورجع معاها النكد والحلفانات المغلظة.وكاني
وماني{كناية عن كثر الكلام} وفي الأخيرريح رآسه وطلقها هيّ كمان .
أتزوج سمير بعدها كمان إثنين, وكل مرة تنعاد نفس الحكاية, وفي الأخير فكر بعقله وقال :لا.. مومعقول كل هذول الحريم كذابين, خليني أشّوف إيه حكاية الحدة هاديبالعينين.
أندس { أختبأ }سميرفي البيت وتبع زوجته شّادية, وهي مودية الأكل لأمه في غرفتها. شّاف شّي له العجب يحير العقل ويخلي الحليم حيران .نزلت حـُدة وخطفت اللحمة من الصّحن وطارت بيها ووقفت فوق الأغصّان .
راح سمير لأمه وحكاها بكل إلا شّافه من الحدة .أفتكرت الأم أسيتها{أذيتها}إلا كانت تسويها في أم زوجها أمنية زمان, وكيف كانت تحرمها من اللحمة, وتكذب عليها بإن الحـُدة خطفتها وطارت بيها قوام.
أتسامحت الأم من ولدها وحكته حكايتاها مع جـدته أمّنيّة, وطلبت منه السـماح وظـُلمها لحريمه إلا كانت سبب في طلاقهم وخراب ديارهم. وقالت:صّدق إلا قال:
{ سوي يابني آدم إلا تبغاه بكرتْ الزمان تلقاه }.
ولا إلا قال ماكذب: { صّـــرة حــُُلبـّة على االرّفْـوف لا تبلا ولا تذوب }.
وفضّـّلت{بقيت} باقي عمرها تستغـّفر ربها الحنان, وتتصّدق على روح أم زوجها وتدعي لها بسكنى الجِنـّان, وتطلب من الله العفو والغفران..
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
لو كان بيتي قريب كان جبت لكم شّوية لوز وزبيب
ولوكانت طاقية معتز ماهي مخروقة كان جبت لكم شّوية مسلوقة..
